Saturday, January 30

العربة الحمراء

عربة صديقي حمراء وتشبه الخنفساء تماما
عربة صديقي الحمراء الجميلة التي تشبه الخنفساء
،لها بابان اثنان
وفتحة رائعة في السقف
:وبداخلها علّقت عروس صوفية غزلتها زوجته
زوجة صديقي التي تجلس دائما بجواره
بينما أجثو أنا على المقعد الخلفي
،متشبثا بعروستي الصوفية
!!يالعربة صديقي الجميلة الحمراء
لكم حملت كثيرا أن أقودها
ولو مرة واحدة


أسامة الدناصوري
مثل ذئب أعمى

Sunday, January 24

البحَّارُ الصَّغير

إلى: يورجن


علَّمَه البحرُ أنَّ عشرين عامًا من السفر
تكفُل بأن تزولَ الحواجز بينَ غريبَيْنِ
فيُسلِّم كلٌّ منهما للآخر أفكارَه
ليخرجا صديقين
رغم أنهما لن يلتقيا من جديد
ويظلُّ كلاهما يحمل للآخر ذكرى قصيدة !!


وهبَه البحر خلاءً واسعًا
من زرقةٍ كانت تكفي نورسةً
لكي تقرر أنْ تُقيمَ على صاري مركبِهِ
تغني له عندما يضربُ المجدافَ بقوةٍ.
وحينما يُغلظُ له كبيرُ البحارةِ الكلامَ
يُلقي همومَهُ في المحيطِ
فتبقى لعينيهِ زُرقةٌ
تكفي لسحر نورسةٍ مُهاجرة !
* * *
إنه البحرُ ـ يا صديقي ـ والسَّفَر..
أعطياني رياحَ الهبوبِ
وموجَ الهدوءِ
وبراحًا
جعلني أمنح بذوري البلادَ البعيدةَ
وبعدَ عشرين عامًا على المقاعدِ المسافرة
اكتشفْتُ أنّ أجملَ مكانٍ كان لي
هوَ مقعدي في الطائرة !
هلْ أنا هنا؟!
أم أنني هناك؟!
وتُصبحُ نقاطُ التقاطعِ
حقيقةً غائمة !
* * *
إنه البحر ـ يا صديقي ـ والسفر
أعطياكَ ضبابًا كان يكفي عيشةً غائمة
مثلما يكفي أن يتوه زورقٌ في المحيطِ
أو تحملَ سيدةٌ أنواءها بين ذراعيكَ
ويهطلُ فوق رأسكَ مطرُها الموسميُّ:
" سننفصلُ غدًا
إن أجمل مقاعدكَ في الطائرة !! "

لتلتقي جارتكَ المقبلة..

تعود بعد عشرين عاما من السفر
وأنت تعرفُ كيفَ تُزيلُ الحواجزَ
بينَ غريبَيْنِ!
وتملك زرقة العين التي تكفي
لسحر نورسةٍ مهاجرة
وأصبحَ شعرُكَ غائمًا كالضباب
الذي يُتوِّهُ زورقًا في المحيط
وتصيرُ نقاط التقاطعِ
حقيقةً قائمة.


محمد سعد شحاته
أيَّـام عـاديَّـة

Sunday, January 10

كومبارس

(1)

لا أريد أن يحبنى أحد
كى لا أحبه
لا أريدُ أن أحب أحدا ً
أريد أن أحمل جثة الحياة
سأفتح وسطها كوة
وسط الحياة بالضبط
كوة
صغيرة
مظلمة
كى أبصق على النص
أريد أن أبكى وأن أكف عن البكاء
فى يناير.

(2)

من يحمل المطر إلى أصابعى
متى يهطل المطر
من يحمينى
من المطر.

(3)

زنة
زنتان
زن ن ن ن.
المصورون يعرفون السر
لهذا ساروا مبللين بالمشهد
وتركونى معلقا ً فى لقطة.

(4)

كلاكيت: صور
- لا أريد
سكوت
- غدا ً
..........
الجمهور
هل يتفرجُ العراة على عريهم
كى يدفعوا زكاة المصير
الإضاءة:
كم أرتعش
ولا أحسّ بأى رغبةٍ فى المجد
طعامى اليومى
آه .. هل تكون الحياة بيتى الأخير
اليوم باردٌ
وغدا ً
وبعد غد
ملل
والجمهور لا يصفق للكومبارس
والله لا يحبه
والمنتج
والنص
والشاشة لا تحبنى
أين أحط ملامحى التى لا أحبها
لا بيت لى
وسنواتى اتسختْ
صارت أوطى من أصابعى
والكاميرا كل يوم تدور.

(5)

أبدأ الدور كى أنتهى من الدور
والدور صغير

(6)

أنا لا أكذبُ أبدا ً
مرة ضربنى المخرج بحذائه
لأننى أخطأت فى هجاء اسم الأمير
ومرة ضربتنى البطلة
فاعتبرتها جزءا ً من التصوير
وانتهى الدور الخطير

(7)

أفكر وقد تجاوزت الخمسين
أن أعتزل الأضواء
ولكن من يبكى فى يناير
كى يضحك الجمهور

(8)

فى يناير
يزوق المطر الحياة
وتزداد شراسة المخرج
فى الليل
أبكى بحرقةٍ أكثر
وأشتهى سيجارة
عقب سيجارة من سجائر المخرج المغرور
سمعتُ أنه شاذ
ويتعاطى النكات البذيئة والتقارير
هل أبلغوه ما قلت أمس
إذن سيحذفنى من النص
ويفقأ عينى الأخرى
فلا أرى من يضربنى
فى المشهد المكرور.

(9)

.....
.....
عينى
أقصد عينى سابقا ً
تؤلمنى
كيف بلا عينين أبكى
كيف أعرفُ النص
كيف أنفض عنه الغبار
كيف أمشى فى عتمة النص الضرير.


البهاء حسين
آثار جانبية للسعادة