Sunday, February 28

لاشىء يدّل


أوٌل الرٌبيع 

أورقت شجرة التوت في الحديقة
وارتفعت عاليا‮ ‬إلي الشرفة
حملته الخضرة الدانية علي الذكري
كان ضحي
كان الربيع في أوٌله
عندما حملها بين يديه
وزرعها هناك
مرٌ‮ ‬وقت‮ ‬طويل‮ ‬إذن
يمكنه بعد أسابيع
أن يمدٌ‮ ‬يده إليها ويأكل


النٌساء

كنٌ‮ ‬يأتين في الضحي
بصحبة أطفالهن المعلولين
يعبرن القنطرة الخشبية
ويمشين بخطي متوسلة
إلي الِبركة في مواجهة الضريح
وعندما يؤذٌن لصلاة الجماعة
كن يلقين بالأطفال في الماء
ثم يخلعن عنهم الملابس الصغيرة الملونة
ويتركنها علي الشاطيء هناك
قبل أن يضعن النذور
ويتبرٌكن بالمقام
وكان يتعيٌن عليهن
أن يفعلن الشيء نفسه لأسابيع
وكنا نذهب إلي هناك لمشاهدة النساء
ونري الأطفال يتعافون
أسبوعا‮ ‬بعد أسبوع



لا شيء‮ ‬يدّل 

لا شيء يدلٌ‮ ‬عليها الآن
ربما كانت هنا
ربما كنا نصعد إليها
علي درجي‮ ‬خشبيٌ
ينتهي بشرفة مكشوفة
تبدأ من عندها الحقول
وتمتدٌ‮ ‬إلي آخر ما نري
هل تعلٌمت شيئا
في مدرستي الأولي
ومتي تركتها لأتعلٌم
تحت سماوات من رصاص؟
لا أذكر
أذكر للآن المدي الأخضر
لا شيء يدّلٌ‮ ‬الآن


سرعان ما‮ ‬يأتي الصيف

تأتي الكرٌاكات
وتطهٌر مجري النهر
يبدو وقد حجفٌ‮ ‬شاطئاه
أعمق مما نظنٌ
ونحن نسبح علي مائه
لكنٌنا سرعان ما ننسي في الصيف

تأتي البلابل
وتبني بيوتا‮ ‬في طين الشطٌ
تضع بيضها في الداخل
وتملأ الفضاء بالشٌدو
بلابل خضراء في متناول اليد
لكنها سرعان ما تطير في الصيف

ترفع الفتاتان أذيال ثيابهما
وتخوضان في الماء
تضيء بشرتاهما تحت الشمس
وينعكس ماء القرار
رائقا‮ ‬مثل بلٌلور
لكنه سرعان ما يعتكر في الصيف


الفردوْس

يزرع الرجل قطعة أرض
علي الشاطيء الآخر
يزرع ما لانزرع هنا
يزرع الرجل فاكهة
وقصب سكر
ويعيش وحده في كوخ هناك
يشعل نارا‮ ‬من حطب أشجاره
ويضع إبريقه علي طرفها


حجّر وقشٌ

قشٌ‮ ‬ذهبيٌ
درج‮ ‬من حجري‮ ‬أبيض
ينحدر إلي الماء
الصفصاف يميل علي الماء
يتوضٌأ في الماء الجاري
الصبية يلهون علي الجسر
والفتيات يملن علي الماء


حياة أخري 


لو حدث هكذا
يكون شيئا‮ ‬حسنا
تفتح الباب وتجدني
باب الشٌرفة مفتوح
الشمس في منتصف الصالة
وأنا مستلقي‮ ‬هناك
وساقاي بطولهما علي الطاولة
الكتاب في حجري
وإلي جواري سجائري


محمد صالح
لاشىء يدّل

Monday, February 22

صديقتي الهندية

مساء الخير يا صديقتي الهندية
اهلا بيكي ف دولة المتوحد
الخالي من عيوب الانتاج المعروفة
المتميز بعيوب جديدة
اهمها ضعف النظر
اهلا بيكي ورا سور الدولة العالي
اول بيت يمين هتلاقي يافطة عليها اسمي
ربان اعالي البحار
لو لقيتي قدام البحر قواقع
اعرفي ان البحر ف ضيافتي النهاردة
والرملة معناها اني وحيد


طول اليوم عنيا عالباب
ومش عايز ادخل حد
بس المشكلة اني سايبه مفتوح
وباقطع مشاوير جوه الفيلا
وارجع اقف قدامه بالساعات
وفي المسافة ما بين وقفتي والباب
طرقة فخورة بكل اللي عدوا منها وهما خارجين
مهزومين


انا المتوحد
اشهر سفاح في المدينة الفاضلة
واول واحد يرفض يكون معروف لانه عارف كل حاجة
انا بأثار الغرز اللي ف بطني
وبصدري المفتوح
وبكل الطاقة المغناطيسية اللي ف جسمي
بارحب بصديقتي الهندية
ومذهول من توقيت ظهورك في وقت مناسب لاي حاجة
لانتحار جماعي هيبدأ بدردشة أخوية
أو لدردشة أخوية ممكن تاخدنا لانتحار جماعي


ممكن كمان أحوال ألمسك
بقالي كتير مش قادر ألمس حاجة
ومحتاج أقفل الدايرة بحد يسحب مني الكهربا
عشان لما الدنيا تنور يقدر يشوفني صح
فاقدر اشوف نفسي ف عنيه


اهلا بيكي في الfull moon
بفستانك الهندي البسيط
وترددك الجذاب الواضح ف ابتسامتك الجميلة
أرجوكي اتعاملي كأنه بيتك
واوعي تخافي مني
المتوحد لا يؤذي أحد
يؤذي المتوحد نفسه فقط
أنا مش دراكولا
يمكن أكون متاهة وده أخطر
بس الحل سهل
ممكن متدخليش
أنا عمري مفرض متاهتي على حد
وأنا ساب الباب مفتوح
لأن المتاهة ف الآخر بتوصل للباب
اللي بالمناسبة لازم يكون مفتوح
والمتاهة سهلة
وانتي نفسك طويل
هوا البحر اللي فتح صدري
خللاني أنجذب دايما للي نفسهم طويل


أهلا بيكي
ولو دخلتي أستأذنك متقفليش وراكي الباب
وسيبي لي نفسك
صحيح أنا ربان أعالي بحار نظره ضعيف
بس أحلف لك
طول عمري ماشي في البحر بقلبي


عمر طاهر
قهوة و شيكولاتة

Sunday, February 21

زمان بنص كم
زمان بربع كم
و كلكم .. فى أسوره قميص


عبد الناصر علام

Friday, February 12

مشاعرُ المحَبّة

فى الليل الصيفىّ ، فى الهزيع الأخير
.أراه
.أكون فى الشرفة، فاتحاً أزرار قميصى
.برودة الكأس تتسرّب إلى أناملى
إذ أرفعُ رأسى
تطقطق عظام رقبتى
أغمضُ عينىّ ثم أفتحهما
لأراه
أعرف أنه هناك ، فى الأعالى
فى الغيمة عارياً
الساق فوق الساق
وفى بياضه الشمعىّ شبهةُ ألم
كأسه فى يده
.ودخانه يسقط فوق رأسى


فى طفولتى كان شيخاً
وفى وجهه نورٌ و نمش
لحيته المصبوغة بالحنّاء الناعمة ، تسيّج الوجه الكبير
تحيط به إحاطة الهالة بالقمر
وفى مراهقتى فقدت ملامح وجهه
كان- يبدو-لى ممشوقاً مفتول العضل
لكنه ، بلا وجه
كم حلمت ان أصارعه فى حانة
يؤمّها رعاة بقر فقراء
وفى صحوى.كم وجّهت له الشتائم
وحين أثمل ، أخرج له لسانى
أتحداه
.أن يوقفَ دبيب الخمر فى عروقى

الآن
أرفعُ رأسى ، أجمّعُ مشاعر المحبة فى عينىّ
:أقول له
أعرف أن وجهك امتلأ بتجاعيد الكائنات
التى أدمنت الوحدة
إنك تتبدّد حين تطلعُ الشمس
تظلّ تذوب
وتتقاطر
وتهطل
ثم تعود فى الليل ، فى الهزيع الأخير
تشرب كأساً ، وتغنّى



أيها السيد
كلانا وحيد
ومن الافضل لكلينا ان تهبط
اهبط مرة فقط
.واصفق كأسك فى كأسى



محمد بدوى
الشمعة من طرفيها