تحمل السلحفاة بيتها فوق ظهرها. هي البيت والشخص ساكن البيت.
لكن الحقيقة، أن تحت الصدفة فراغا فيه السلحفاة الحقيقية جالسة ـ بملابسها
الداخلية إلى منضدة صغيرة. في طرف من أطراف الغرفة سلسلة من روافع بارزة من شقوق
في الأرض، كأنها أدوات قيادة جرافة بخارية. وبهذه الروافع تتحكم السلحفاة في سيقان
البيت.
في أغلب الوقت تجلس السلحفاة أسفل السقف المقوس في بيتها السلحفائي تطالع
كتالوجات على المنضدة الصغيرة التي من فوقها أيضا شمعة مشتعلة. ترتكن على هذا
المرفق، ثم على ذاك. تضع هذه الساق على تلك، ثم تلك على هذه. وأخيرا تتثائب وتدفن
رأسها بين ذراعيها وتروح في النوم.
وحين تشعر أن طفلا يرفع بيتها، تسارع إلى إطفاء الشمعة وتجري إلى مركز
القيادة وتفعّل سيقان بيتها في محاولة للفرار.
إذا لم تنجح في الفرار تقوم بسحب السيقان وتسحب الرأس المزعوم وتنتظر. تعرف
أن الأطفال متهورون وأن الوقت سيجيء فتكون حرة في الانتقال ببيتها إلى مكان معزول،
وثمة تشعل من جديد الشمعة، وتفتح كتالوجاتها فتطالعها إلى أن تتثاءب. ثم تدفن
رأسها بين ذراعيها وتروح في النوم ... وهكذا إلى أن يأتي طفل آخر فيحمل بيتها.
راسّل إدسن
ترجمة: أحمد شافعي