كانوا عراةً
ولهم أولادٌ
يدغدغونَ شَعرَهُم في المساء
وينامون
كانوا عراةً و بسطاءَ
يعرَقونَ طوالَ النهارِ مُبْتَسِمينَ
وفي عودتهم يقفون أمام الواجهات
يقيسونَ بأنظارهم ثيابًا لأولادهم
.ويمشون
كانوا يتقدَّمون خطوتيْنِ ويلمِسونَ
قبلَ نسمةِ الفجرِ جذوعَ الشجر
وتحتَ نظراتهم تُثْمِرُ غصونٌ
في ثلجِ كانونَ الثاني
وكانت مناجلُهم تحنُّ إلى الحقول
والهواءُ بينَ القُرى مُتأهِّبًا دائمًا لندائهم
حينَ فجاةً تحوَّلَ قمحُهُم إلى ضلوعٍ
.وصارَ النسيمُ عُشبًا ينمو على أجسادهم
كانوا عراةً
وكانتِ الشمسُ كُلَّ مساء
ترُدُّ غِطاءَها الحريريَّ الخفيف
.على أرواحهم
وديع سعادة
بسبب غيمة على الأرجح