Saturday, December 26

لا يُكلِّمُ نفْسَهُ في الشَّارع

حدَثَ كثيراًوأنا أُقبِّلكِ.
وأنا أعبرُ بكِ الإشارةَ وسْطَ العرباتْ.
وأنا أمتنُّ بعينييَّ
لأصابعكِ الفرحانةْ.
وأنا انتظرُكِ في محطَّةِ المترو،
قُرْبَ هَاتفِ العمْلةْ.
وأنا حائرُ بين دبوسين لمعطفكِ الشِّتويِّ،
في محلٍّ صغيرْ.
وأنا أمرُّ أمام مدْرستكِ الثانويَّةِ،
حيث اختلسنا الدقائق المرتبكة
وأنا أفكِّرُ فيكِ عاريةً،
أو بقميصكِ الخفيفِ في المطبخْ.
نسيتُ..
أن أغادر القطار في المحطَّةِ،
مساءَ أمسِ الأوِّلْ

8/4/93




ومن المحتملِ
أنّها تعرف ذلك




اجلسْ هُنا قليلاً
أيها الوحيدْ.
هُنا..
حيث جلست البنتُ الجميلةُ
طُوال المحاضرةْ.

* * *

قلمُكَ الرصاصْ
معك.. منذُ عامينْ
اليوم فقط،
تحسستهُ برفقٍ
بعد أن أخْطَأتهُ البنتُ
وكتبتْ به اسمَها.

* * *

غلافُ كراستها
تماماً، هو غلافُ كرّاستِكْ
مع هذا
فرحانةً كانت القطِّةُ، على كرّاستِها
وحزينةٌ قِطتُكْ!!

12/5/93



وهو يقرأ الفاتحَةْ



تماماً، في الرابعةِ والثلاثينْ،
الأرملةُ التي حمَّمَتْ أبناءَها الثلاثَةْ
صباح يوم الجمعةْ.
على السريرْ..
ثلاثةُ جلابيب بيضاءَ مكْوِيَّةْ
وشعْرها المبلولُ يضحكُ، عن عشرين ربيعاً.
عُودانِ من بخورٍ هندي،
يوزِّعان في الشقةِ الصغيرةٍ رائحةَ الإجازَةْ
كذا...
شباكانِ مفتوحانِ على سُورةِ "النَّساءِ" في المسجد
القريبْ،
ومئذنٍة عاليةٍ
تقولُ عليها البيتُ الصغيرةُ: العصرْ
.......
اذهبْ للصلاةِ إذنْ
أيُّها المراهقُ خلْفَ الشيشْ !!

23/5/93




يمشي جنْبَ الحائطْ


وإذا كانْت فعلاً تُخطِّطُ لذلكَ
وتبدو، كُلَّ يومٍ،
كأنها سوفَ تنجحُ
ماذا يمكنُ للواحد، حقيقةً، أن يفعلْ
كيْ لا يقع هذا النهرُ
في قبضتها !!
الواحدُ...
الذي قرَّرَ ألاّ يركبَ الأتُوبيسَ
ومعهُ راتبهُ الشهريْ !!

9/6/93



عند الفُندقِ العائم

أمُّكَ، واللهِ، ظِفْرُها بعشْرٍ
من هؤلاء النسوة.
اللواتي..
لم يَجْلسنَ ساعةً واحدةً
أمامَ نارِ الفُرْن.
هلْ ترمَّلتْ واحدةٌ منهُنَّ، مثلاً، في الثلاثينْ،
وعُلّقَ في رقبتها ثلاثةُ أطفالٍ
وأختُهم في الرَّحِمْ.
أراهنُ:
ولا واحدةٌ منهُنَّ تعرفُ كيفَ تسلخُ أرنبةً بعد ذَبْحِها
وشكْلهُنَّ ضاجعْنَ رجالاً كثيرين
غيرَ أزواجهن.
وليس بعيداً
أنَّهُنَّ يَعْمَلنَ جواسيسْ !!

10/6/93



وكَما حَدثَ منْ قَبلْ

سوفَ نُفسِدُ الخُطَّةَ، هكذا
تماماً...
كأننا نَقْدِرُ !!
سوفَ نعرفُ منْ هُو عدوُّنا الأوَّلْ
ومنْ عَدوُّنا الثاني.
ولن نجد الوقتَ في صفوفنا
فنصحُو
فوقَ رؤوسِنا البرابرةْ
ثم نبدأ
نَهْدمُ الذي حدَثْ !!

15/6/93



هلْ كانَ لابُدَّ أنْ تُخْلِفي
موعِدَكِ اليومَ أيضاً




أشخاصُ فظَّةٌ يا أخي!!
أبداً..
لا تَلْمَحَ في عيونهم أثراً للحُزنِ،
أو الألْفَةْ.
لَيْتَهُم يسْكُتونَ هذه الدَّقائقَ،
حتّى لا يتناثر مِنْ أفواهِهِم قِشْرُ اللُّبِّ، هكذا
أنا لا أعْرفُ، واللهِ،
لماذا يْرفعون أصْواتَهمْ جِدّاً،
وهُم إلى جِوارِ بعضْ،
ثُمَّ يدوسُون قدميكَ في هَذا الزِّحامْ،
وكأنهُم لمْ يفعلُوا شيئاً !!
تجدهُمْ..
لا يدفعونَ جُنيهينِ للزَّبَّالِ كُلِّ شهْرٍ،
ويطوَّحون بقايا طعامِهم في الشارعْ.
وقدْ كانت فضيحةً
يوم ضبطتهُم جارتُهم
يَدُسُّونَ قِشرَ البطيخ في سلَّتِها !!

8/6/93


سيقابلها غداً


بلكونةٌ بحريَّةْ
وجيرانٌ..
لا ينشرون فوقنا ملابسَهُم المبلولةَ
قبل أن نرفع غسيلنا الذي جَفْ.
ينادي البائعُ في شارعنا
على خضرواته الطازجة.
وعمّ صابر،
الذي يتسلَّمُ خطاباتنا،
دفع لنا فاتورةَ الكهرباء، ونحنُ غائبونْ.

أشياءُ، كهذهِ، كثيرةٌ
كأنهُ يراها لأوَّلِ مرَّةْ !!

9/6/93



يتزوَّجنَ أوَّلاً


لا تحسِدْنَ الغُلامَ الجميلَ أيتُها النِّسْوَةْ
الغلامَ الذي شَعْرهُ ناعمٌ
وعيناهُ خضراوانْ.
دائماً.. يضجُّ جسدُهُ بالبهجةِ، دائماً
فلا تحسِدْنهُ
غداً...
سوف تمرُّ شاحنتان مُسرعتان فوقَ أبيه في السيارة الجديدةْ
ولن تَلمَحْنَهُ هكذا، ثانيةً،
مع أخواتهِ الأربعْ.

28/6/93


إسألوني أنا
عن الولد الطَّيبْ




دخلَ معها السِّينما، مرَّتينِ،
في أسبوعٍ واحدْ.
ثم تشابكتْ أصابِعُهُما مَسيرةَ مئةٍ وعشرين كيلو
متراً
في أقلِّ من شهرينْ.
لا يذْكرُ عددَ الشققِ المفروشةِ التي جمعتهُما،
طوال هذا العامْ.
ولا يعرفُ – حقيقةً –
إن كان ثمَّة من سبيلٍ آخرَ
لحياةٍ كتلكَ
دون أنْ يسقطَ أبوها، من جبروتِه،
مشلولا!!

7/7/93



قبلَ أن يطوحهُ
أتوبيسُ هَيئةِ النقْلِ العامْ


بالتأكيدِ، كُنتَ محظوظاً.
دقيقةٌ واحدةٌ فقطْ
حالتِ دون فضيحتكَ،
وحفَظَتْ لكَ كُلَّ هذهِ الحُمَّى، من أثَرِ العناقْ.
هلْ كانتْ تهذي بين ذراعيكَ
إلى هذهِ الدَّرجةْ!!
لابُدَّ انكَ قدْ غادرتَ الغرفةَ على الفورِ،
كما أنكَ لم تنتظر المصعدَ
وأنتَ في الدور العاشِرْ.
آهِ الشيطانةْ !!
لن تكون كاذبةً، عندما تُبلِّغُ القسمَ الطِّبي
عن حرارتكَ المرتفعِةْ !!
مع أنك خارجُ للتَّو من البوابةِ الرئيسيةِ للمبنى
دونما علاماتِ انفلونْزا.
أعرفُ...
هي الآن لا تقلِّب في الأوراق التي فقدِتْ نظامها منذُ قليلٍ
بحثاً عن " نموذج العيادة "
فقطْ تجفّفُ ارتباكاً
لا تراهُ زميلتُها المحجَّبةْ !!
آآآه...
وجهي وقميصي مُرقَّطان بالقُبلاتِ، أيُّها السائقُ الأعمى !!

27/7/93



إلى أنْ تُضيءَ
الإشَارةُ الخضْراءْ


كأنّما رجلُ خاصَمَ أمَّهُ
بعد أربعين يوماً من موتِ أبيه إثرَ نزيفٍ
في دواليَ المرِّيءْ.
ثُمَّ باع الفدَّانينِ
وثلاثةَ قراريطَ من الأراضي، شرْقَ النَّهرْ
كيْ يتزوَّج امرأةً شهوانيةْ
ضاجعها في الظهيرةِ
فأنْجَبَكِ...
أيتها البنتُ التي تركتْ بلوزتها.. مفتوحةً
أمام تاجر قطعِ غيار السياراتْ !!

4/8/93



عينان إلى السَّقْفْ


أنتَ أيضاً لم تكُن طَيِّباً،
ظهيرةَ أمسْ.
بإخلاصٍ شديد..
أجَبْتَ البنتَ عن أسئلتها
المتعلقةِ بالعملْ
وساعدكَ ذلك كثيراً
على أن تتأمل شفتيها، دونما تردُّدْ
وعندما استدارت إلى مكتبها
وانحنت فوق الأوراقْ
راحت عيناك تتحسسُ ظهرها
بشرودٍ ملحوظْ.
لا أظنُّ أنَّ أحداً منَ الزُّملاَءْ
تطرَّقَ إلى ذهنهِ مثل هذه الهواجس الشِّريرةْ
التي تسللت إلَيكَ:
هزَّةٌ أرضية !!
تُصدِّعُ الجدرانَ
وتصيِبُ الناسَ بالذعرِ والفزعْ
كي أجدَها، فجأةً، بين ذراعيْ
بذاتِ الشفتينِ
أسْفلَ منضدةِ الاجتماعاتْ !!

3/8/93


لليومِ الثالثِ،
لم تقُلْ لهُ " صباحَ الخير "



تنزلقين على السُّلَّمِ، يا ربْ،
وأحملُ إليكِ الزهَور في المستشفى !!
أو يتعطَّلُ بكِ المصعدُ
( بين الدور العاشر، والدور الحادي عشرْ)
وتخافين بِجدْ !!
هذا المصباحُ سوف يحترقُ ذاتَ مساءٍ
وتتعثرين في هواجسي:
ستحبينني بعد شهرين
وعندما أرى لهفَتَكِ عليَّ، في العاشرةِ صباحاً،
أغتبطُ في سِرِّي !!

8/8/93



في الطريقِ إلى العملْ


وجهُهُ مُضيءٌ جدّاً، في السابعةِ صباحاً، هذا الولدْ
كأنما البهجةُ – على حينِ غِرَّةٍ –
تفتحتْ في كلتا شفتيهْ
حتَّى أنَّهُ بدا..
كما لو كان في التاسعةِ عشرَ من عُمرِ
مع أنّهُ، مُنذ أسبوعين،
كان يحتفلُ بعيد ميلاده الخامسِ والعشرينْ.
لا أظنُّ أن عينيه كانتا تلمعان بهذه الدّرجةِ
من قبلْ !!
كما أنّه ولابُدَّ، منذ قليلٍ،
كان يطلُّ على صورتهِ في مرآةِ الغرفةِ
وبينما يبتسمُ..
تحسَّسَ " الدَّبلَةَ " الذهبية
التي وضعتها في إصبعِ يدهِ اليمنى، مساءَ أمسْ،
بنتٌ يُحبُّها للغاية !!

نفسُ الصباحِ الجميل، واللهِ،
الذي مرَّ علّيَّ منذُ أحَدَ عشرَ عاماً !!

20/8/93




تُُرى، ماذا فعلَ المراهقُ
الذي تأخَّرتْ فَتاتُهُ؟


صباحَ يوم جُمعةٍ، قَريبْ
سيدخلُ مسمارٌ صغيرٌ في إحدى إطارات
" ميكروباصْ "،
ويفسدُ موعداً غرامياً
لمراهقةٍ
كَذَبتْ على أُمِّها !!
سيغيَّرُ سائقُ الميكروباصِ الطَّيبُ عجلتهُ المثقُوبةَ راضِياً
بينما رجلٌ، في المقعد الخلفي، يُفكِّرُ.
في مدى مسْئوليةِ الحكومةِ عن أحداثٍ كهذه
جرتْ في (عين شمس).
لا أحدَ إطلاقاً
سيلمحُ الورقةَ المطْوِيَّةَ، فِئةَ المائةِ دولارٍ،
أسْفلَ العجلةِ غير المثقُوبَةْ.
فقط..
العجوزُ الذي وَهنَ بصَرهُ
سيتأخر قليلاً عنْ موعد انهيار منزِلهْ.
وسأستغرقُ أنا، تماماً، مع صوْتِ فيروزْ
عبر راديو (توشِيبا) صغيرْ.
والبنتُ التي إلى جوار النافِذَةْ،
البنتُ ذاتُ البلوزةِ الزرقاء، والملامح الأجْنَبيَّةْ،
ستتابعُ ولداً يبيعُ المناديلَ في الإشارةْ
فإذا ما وضع بضاعتَهُ على الرصيفْ،
وانحنى قَليلاً
يُسَوِّي شَعْرهُ في مرآةِ سيَّارة واقفةٍ يمين الشارعِ
همسَتْ فرحانةً:
" أوووه، جميلٌ واللهِ،
أشْكُروا صاحبَ السيارةِ رقَمْ 5620 – مَلاَّكي جيزَةْ "
بينما مُراسِلُ ( الواشِنطُنْ بُوسْتْ )
يدخلُ في شارعٍ جانبيَّ
لا لشيء
سوى أنّهُ لمْ يدْخُلْ فيه مِنْ قَبلْ !!


25/8/93




وهو يشربُ عصير القصَبْ،
على الجانب المقابلْ




صورةٌ على غُلافْ
مثيرةٌ
وشهوانية !!
في الواحدةِ صباحاً،
بعد عامين من موتِ صاحبتِهَا.. مُنتحرةْ،
وفي مطبخ ثُكْنَةٍ عسكريةٍ نائيةٍ
وجدها أحدُ جنودِ الخدمةِ
بينما يُفْرِغُ قرطاسَ السُّكَّرْ !!
كانتْ نظرتُها
لا تزالُ تفيضُ بالشَّبقْ
حتىّ أنهُ، بسرعةٍ،
قضى شهوتهُ، كاملةً، على شفتيها !!
المشْكِلةُ...
إن إحدى كاميرات المراقبةِ السِّريةِ
إلتقطته
وهو يفعلُ ذلكْ !!
وبقدر ما كان المشهْدُ مثيراً
لطالبات المدارسِ الثانويةْ
فإن قائدَ الوحدةِ الكبير، والذي استقالَ،
تمكن من بناء ثلاث عماراتٍ
شاهقاتْ..
اسفلَ واحدةٍ منهُنَّ
مطعمُ (كنتاكي) هذا... !!

31/8/93



لنفسهِ، يقرأ الفنجانْ !!



لمْ ينْسكِبْ كُلُّ اللبنِ بَعْدْ.
والأصابعُ المدرَّبةُ على جمع الحليبْ،
رغم الرطوبة،
لا تزالُ تحرسُ الوصايا.
التفتْ إذن للإناء الذي بين يديكَ
و احْذَر الشرخَ أن يمسَّ الرُّوحْ.

عرسٌ بهيجٌ فعلاً
كمْ بذلتْ بنتُ العمِّ من جُهدً
طُوال أمسْ.
والليلةَ أيضاً، رقصتْ بكُلِّ هذهِ الرَّوعةِ،
في زفافِ بنتِ الجيرانْ.

تأمَّلْ..
نقشٌ كهذا لن يكونَ أبداً
لحداثيين
يجلسُون على المقاهي نهارَ شهْرِ الصَّوْمْ
فامسح الغبارَ الذي عند الحافَّةْ
وتأكَّدْ:
كُلُّ هؤلاءِ الفتياتِ الخارجاتِ من مدارسهنَّ
سوف يواصلن السَّهَرَ
على رعايةِ الواجبْ.

12/12/93



تذكَّرْتُ اللَّيلةَ الشتوِيَّةْ


مات الرَّجلُ الذي هتفتُ ضِدَّهُ، وأنا طالبْ !!
مات هكذا، بعيداً
وقد تخطىّ الثمانينْ.
حزنتُ فجأةً، وأنا أقرأ الخبْر
وتذكرتُ السور الحديديَّ الذي لا يزالُ قائماً.. هُناكْ
تذكَّرْت الليلةَ الشتوية..
والبناء المقابلْ.
حيثُ الجراج الذي احتمينا بداخلهِ
من القنابل المسيِّلةِ للدموعْ

والحارسُ..
الحارسُ الذي لملم معي كراريسيَ المبعثرةَ..
حتىّ الآنْ !!

25/12/93



هُناكَ، إذنْ،
ما يجبُ أن نكُون شرِّيرين إزاءَهُ،
يا أصدقاءْ



لا تكُن شريراً هكذا
لا تفرح – مثلاً –
لخصامٍ
شبَّ فجأةً بين صديقكَ
وخطيبته.
ليس هكذا يشعرُ أصدقاءٌ
تبادلوا قراءة الكتب!!
ثم أنهما – بعد قليلٍ –
سيتصالحانْ.
فقط، يصلُ الميكروباصْ

ويجلسان – صامتين – في المقعد الأمامي
دقيقةٌ
ويقع بصرهما، معاً،
على علبة المناديل الورقيةْ.
كلمةُ Smile مكتوبةٌ هكذا
سْمَايلْ !!
كيْ ينظرانِ لبعضهما،
ويبتسمانْ.

26/12/93







علي منصور
ثمّة مُوسيقى تنزِلُ السّلالم

Monday, November 23

الطبيعة


عندما نموت
تأخذنا الأرض
كالبذرة
كالسماد
وتتبخر أرواحنا نحو السماء
.كاحتمال مقبل للمطر
عندما يسقط المطر
تعود الروح إلى البذرة
ونصبح
أخيراً
كلنا
أشجاراً محرمة
تستعيد مكانتها
.في الجنة



هدى حسين
نحن المجانين

Saturday, October 10


رغمَ هندسةِ الحنانِ في مُكَعَّباتِ السُكَّرْ

أتفكَّكُ

عن خلفيَّةِ الرموزِ وأطفالِ الورق

عن الزجاجِ المغبرِّ في سنواتٍ دهسَتْ براءتي

مثلَ شاحناتٍ ثقيلةٍ

قوَّسَتْ جسورَ الليلِ

."بما أسمِّيهِ الآنَ "الوعي


سوزان عليوان
شمس مؤقتة

Thursday, June 11

أنا عموديّةٌ

.لكنني كنت أحبّذ لو كنت أفقية
لست شجرة جذوري ضاربة في الأرض
أمتص الأملاح المعدنية والحب الأمومي
،وتزهر وريقاتي في مارس
ولا أنا روعة مسكبة زهور في حديقة
،أستدرج نصيبي من الآهات واللون
.جاهلة أن بتلاتي تسقط عمّا قريب
الشجرة خالدة مقارنة بي
،وإكليل الزهرة ليس بعال لكنه أجمل
.وريد ديمومة الشجرة وجرأة الزهرة


هذه الليلة في ضوء النجوم شديد الخفوت
.تضوّع الأشجار والزهور عطورها المنعشة
.أمشي بينها دون أن تراني
-أحياناً أحسبني -في النوم
أشبهها تماماً
.أفكار غارقة في العتمة
يشبهني أكثر أن أستلقي
،وأخوض مع السماء محادثة مفتوحة
:وسأكون مفيدة في نومي النهائي
،عندئذ قد تلمسني الأشجار مرة
.وتجد الأزهار بعض الوقت لي



Sylvia Plath/سيلفيا بلاث
(1932-1963)

ترجمة : سامر أبو هواش

Monday, May 25

سكّر

ابتسامتك بالسكر

دمعاتك بالسكر

.تقفين في الماء ولا يذوب السكر

.تقعين ولا تنفرط حباته

الآن عرفت

لماذا يتشاجر الأطفال

.على قبلاتك

أهش الفراشات الملتصقةَ بجسدك

كي لا تطيري

.وأبقى وحدي

أنت تشيخين في الأربعين

.لتزدادي مهابة

وزنك المتناقص يختلط بالهواء

.ليَشفَى ناس مصابون بالأملاح

أسنانك تسقط

.لأنكِ لا يليق بكِ إلا أسنان ذهبية



تمرضين بالأمراض الحلوة

أيتها اللصّة الصغيرة

كنت تسرقين بيضات دجاجتكم

.وتفرطين في أكل الحلوى



عماد أبو صالح
كلب ينبح ليقتل الوقت

Sunday, April 5

مسكٌ كثير

،الساعةُ،فى اللوحة الزيتية،سابعة وربع
.منذ عام
والتفاحتان حمراوان
والصحن مستديرٌ،غامقٌ
وخلف الطاولةِ الستارةُ
بعد المقعدين
هادئة وزرقاء
تفتّت مسكٌ كثيرٌ طيلة عام
وزنبقاتٍ كثيرة نسيت أوراقها
على الأريكة
تحت اللوحة الزيتِ
حيث الساعة،دائماً،سابعة وربعٌ
والستارة هائمةٌ
.وزرقاء

وليد خازندار

غرف طائشة

Wednesday, March 11

الموتى نيام

كانوا عراةً

ولهم أولادٌ

يدغدغونَ شَعرَهُم في المساء

وينامون

كانوا عراةً و بسطاءَ

يعرَقونَ طوالَ النهارِ مُبْتَسِمينَ

وفي عودتهم يقفون أمام الواجهات

يقيسونَ بأنظارهم ثيابًا لأولادهم

.ويمشون



كانوا يتقدَّمون خطوتيْنِ ويلمِسونَ

قبلَ نسمةِ الفجرِ جذوعَ الشجر

وتحتَ نظراتهم تُثْمِرُ غصونٌ

في ثلجِ كانونَ الثاني

وكانت مناجلُهم تحنُّ إلى الحقول

والهواءُ بينَ القُرى مُتأهِّبًا دائمًا لندائهم

حينَ فجاةً تحوَّلَ قمحُهُم إلى ضلوعٍ

.وصارَ النسيمُ عُشبًا ينمو على أجسادهم



كانوا عراةً

وكانتِ الشمسُ كُلَّ مساء

ترُدُّ غِطاءَها الحريريَّ الخفيف

.على أرواحهم




وديع سعادة
بسبب غيمة على الأرجح

Tuesday, February 24

رجل وامرأة
اقتعدا زاويتين فى حانة المحطة
خلع كلٌ منهما معطفه المبلل بالإنتظار
احتسيا قليلاً من المخاوف
وتلصّصا منفردين على عُرى الوقت،على الحائط
كذلك تبادلا ابتسامة المساء
ونظرات قصيرة أثناء قراءة صحيفة اليوم


امراة ورجل
كيف يتسّع لهما الكلام
حين يطلق القطار صيحته؟

عبدالله حبيب

Monday, February 16

ذهابٌ أبيض

الياسمينة الأخيرة فى شجيرة الياسمين
تكاد
من صباحات كثيرة
.تسقط
هى فى إنتظار رعشتها
فى إحتمال إكتمالها
.فى ذهابها الأبيض
لو أنها توشك
فى لحظة،فراشة
لو انها تطير
العوسجُ حابس انفاسه فى الحديقة
وثمة صنجٌ يدقُ
.عالياً


وليد خازندار
غرف طائشة

Tuesday, January 27

أمسكي بيدي الأمينتين

1

أمسكي بيدي الأمينتين، تسلقي السلم
الأسود، يا متفانية؛ نشوة الحبوب
تدخن، المدن حديد ودردشة
بعيدة.

2

رغبتنا سحبت من البحر ثوبه الدافئ
قبل أن تسبح على قلبه

3

في برسيم صوتك حومة عصافير تطرد
هم الجفاف

4

أيها الجمال، امضِ إلى لقائك في وحدة الصقيع
مصباحك وردي، الريح تلمع. عتبة المساء
تتجوف.


رينيه شار ترجمة : بول شاؤول

Wednesday, January 14

في مرمي النيران



إمرأة تنشر وجع قلبها
علي موال يمتد بين شجرتين‮!‬

تلميذ علي ضوء شمعة
يتمم واجبه المدرسي
ويحلم بجرو صغير
يتبعه إلي المدرسة‮!‬

فتاة صغيرة
تقف علي رؤوس اصابعها
لتبلغ‮ ‬النافذة
وتلوح لسرب حمام‮!‬

رضيع يداعب بفمه
سبابة أمه
ولا يريد أن ينام‮!‬

شاب صغير
يتأني في مشيته
يحمل باقة ورد

ويمضي صوب المقبرة‮!‬
قمر يطل حزينا

علي ماتبقي من شجرة البرتقال‮!‬
تردد الآذان
قبل شروق الشمس بقليل
جرس الكنيسة‮!‬

غزة
وطن كامل
في مرمي النيران‮!‬


ماجد أبوغوش
نشرت في جريدة أخبار الأدب يوم11 يناير 2009

اللوحة للفنان الفلسطينى سليمان منصور

Sunday, January 11

غزة

هاوطّي صوت التليفزيون
..إحترامًا للجثث

وهالاقي طريقة
أقنع بيها نفسي
إن اللي ع الشاشة
مجرد فيلم
..دخل بالغلط في نشرة الأخبار

بعد ما ينتهي التصوير
الأمهات
هيمسحوا دموعهم
وهيصحّوا العيال عشان معاد الرضعة
وهما بيفكّوا الكفن عنهم
..بشويش

الشباب المرميين ع الأرض
( قال يعني مقتولين )
..هيقوموا وهما بيضحكوا
وهيشتموا المخرج في سرّهم
لإنه بهدل هدومهم ميكروكروم
وبويا حمرا
..أكتر من اللازم

عربية الإسعاف
هتطلع مجرد ديكور
مافيهاش موتور أصلاً
..العمال اللي ف الاستديو
-هينتظروا - بنفاد صبر
..خروج الجميع

وف ظرف 5 دقايق
هيفضّوا المكان
عشان تصوير المشهد الجديد
اللي مش محتاج
غير مؤلف واقعي



محمد خير


نشرت في جريدة الدستور يوم 5 مارس 2008