أكلت في مطعم لبناني
أكلت في مطعم لبناني وجبة لبنانية
وتفرّجت على أرزة بلاستيكية تشبه
شجرة صنوبر معرّشة على السقف
وتأملت خسة خضراء
وبندورة حمراء كبيرة
وعائلة من خمسة أفراد
صديقي العراقي كان سعيداً
بالتهام عصفور مشوي
أقنعته
بأنه لبناني أيضاً.
مستقبل هذه اللحظة
أولاً العنوان:
Lord of The Rings
يتلألأ بالذهب السائل
في سينما "كونكورد"
ثم لمعان الثلج الأسطوري على جبال
نيوزلندا
وسيتذكّر الأولاد شبابنا
بعد عشرين سنة
بحنان عارم
وشيء من الشفقة.
أشياء جميلة ما عدت أذكرها
(...).
الأمور الناجزة
يحب الأصدقاء الأمور الناجزة
أقرأ لأحدهم قصيدة رائعة
فيصمت
لأنها لم تنشر بعد
أحكي له عن حبي الكبير
فيصمت
لأنه لا يزال حباً
أحاول, صامتاً, أن أروي له
اختناقي الكبير
فيصمت
لأنني - بحسبه-
لا أزال
أتنفّس.
تهديد على باب مصعد أحمر قديم في بيروت
شخصان وإلا...
المتأخّرون
تأخّرنا على المساء البنيّ
وعلى النبتة الزرقاء
تطل برأسها من الفتحة الضيقة
على الشرفة
تأخّرنا كثيراً
لا تنتظرنا أخت
في عتمة البيت
ولا تلوّح لنا
يدٌ
عبر الزجاج.
دبّ لهذه الوحشة
أكبر من أن يضمّك كف
وأصغر من أن يحتويك سرير
لكنك مناسب حيث أنت
على الرف
منذ دقيقتين وأنا أنظر إلى ذلك السواد اللامع
في عينيك الصغيرتين
وأشعر أنك على وشك
أن تقفز
وتجلس قربي
كلّمني أيها الدب
قل شيئاً
أي شيء
ولو بتايوانية ركيكة
وسأفهم عليك.
أبو ظبي مول
صديقي العراقي/ الفرنسي
الذي يحسب نفسه عجوزاً
اشترى من "أديداس" أو "نايكي"
آلتين يابانيتين أو صينيتين عملاقتين
واحدة للمشي وأخرى للهرولة
"من أجل القلب" قال
وذهب إلى البيت منتظراً
مجيء الحمّالين الهنود
أو الباكستانيين
أتخيله الآن جالساً يتأملهما برضى تام
حالماً بامرأة إيطالية
أو يونانية
نافثاً دخان سكائره الإنكليزية
أو الأمريكية
في وجه المدينة.
سامر أبوهواش
راديو جاز برلين
No comments:
Post a Comment