Thursday, October 30

فى أكتوبر

فى أكتوبر يعلو النهر قليلاً
فى أكتوبر يهب النسّاجون أصابعهم للصوف
وفى اكتوبر يزحف شجر نحو الماضى
من أين يجىء الحر إذاً
صوتٌ كالخيط نحيل يلمع
صوتٌ كالمسمار انتصف الليل
وغطى ظلّ امرأة نصف الشارع
ليس تراماً هذا الصوت
..أكرّر
كان النسّاجون على الأنوال
وكان الحطب
وظلّ امرأة مثل فنارٍ
لن يتذكر ولداً فى الألبوم يسابق نهراً
لن يتذكر ملاّحين ابتلع الحوت
ولن يتذكر جنكيزخان
فقط سيصافى العشب
فقط سيفكر بالأطفال
فقط سيدخن كى يختصر الشهر
هل السيدة تحب السُّكّر؟


محمد سليمان
هواء قديم

Thursday, October 16

سيجىء الموت وستكون له عيناك

سيجىء الموت وستكون له عيناك
هذا الموت الذى يرافقنا
من الصباح إلى المساء
أرقاً، أصمّ
كحسرة عتيقة
أو رذيلة بلا جدوى
ستكون له عيناك حينئذٍ
كلمة قيلت سُدى
صرخة مكتومة،صمتاً
ستكونان
مثلما تتراءيان لك كل صباح
.حين تنحنين على ذاتك فى المرآة


تشيزارى بافيزى


ترجمة:جُمانة حداد

Friday, October 10

هدية

أنا أتكلم من ذروة الليل
من ذروة الظلام
ومن ذروة الليل أتكلم


إذا جئت إلى بيتى
أيها الحنون
هات لى سراجاً
ونافذة صغيرة
انظر من خلالها
إلى إزدحام الزقاق السعيد


فروغ فرخزاد



ترجمة:موسى بيدج

Friday, August 29

"رمضان جانا"




أضيف أنت حـــل على الأنام .. وأقسم أن يحيا بالصــيام


قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا .. يعود مزاره في كل عــام


تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن .. فكل الأرض مهد للخيـام


ورحت تسن للأجواء شرعا .. من الإحسان علوي النطام


بأن الجوع حرمان وزهــــد .. أعز من الشراب أو الطعام






محمود حسن إسماعيل




Jean-Léon Gérômeاللوحة للفنان

Friday, August 22

كانت تدعوني بالرجل الرمليّ
واناديها بالسيدة الخضراء
وتلاقينا في زمني الشفقيّ
وتنادينا في مرح طفلي
وتعارفنا في استحياء
وتحسس كل منا مبهورا ألوان الآخر
وتقاسمنا الأسماء
وتفرقنا
لا تسألني: ماذا يحدث للأشياء
إذ تتصدع؟
أو للأصداء
إذ تهوي في الصمت المفرغ؟




صلاح عبدالصبور
الإبحار في الذاكرة

Tuesday, August 12

الوسيلة

كى ترى عالما فى حبة رمل

وجنّة فى زهرة بريّة

إمسك اللانهاية فى راحة يديك

والخلود فى ساعة واحدة





من قصيدة نذر البراءة

William Blake

(November 28, 1757 – August 12, 1827)

Tuesday, August 5

الغبار

كان هناك دائماً
النافذةُ موصدة
لكن ضوءَ الغرفةِ يلوح
من بين خصاصها
ضوء الردهةِ أيضا
كان يتسللُ من تحتِ الباب
ويستقر على أحذيتنا
لكن البابَ ظل موصداً
مسحنا الغبارَ عن صفحته
وكتبنا أسماءَنا
وفي المراتِ التي أعقبت
كانت رسائلُ أخرى قد تُرِكت هناك
وكان ضوءُ الردهةِ يزدادُ سطوعاً
ينفُذُ من شقوقِ التراب
ويلتمعُ في ارتعاشاتٍ مذهبة
على ستراتنا
وكنا نسمعهُ بالداخل
يتجولُ وحدهُ بين الغرف
لكن البابَ ظل موصداَ
والرسائلُ الكثيرةُ التي تُرِكت هناك
يغطيها الغبار




محمد صالح
صيد الفراشات