Friday, February 12

مشاعرُ المحَبّة

فى الليل الصيفىّ ، فى الهزيع الأخير
.أراه
.أكون فى الشرفة، فاتحاً أزرار قميصى
.برودة الكأس تتسرّب إلى أناملى
إذ أرفعُ رأسى
تطقطق عظام رقبتى
أغمضُ عينىّ ثم أفتحهما
لأراه
أعرف أنه هناك ، فى الأعالى
فى الغيمة عارياً
الساق فوق الساق
وفى بياضه الشمعىّ شبهةُ ألم
كأسه فى يده
.ودخانه يسقط فوق رأسى


فى طفولتى كان شيخاً
وفى وجهه نورٌ و نمش
لحيته المصبوغة بالحنّاء الناعمة ، تسيّج الوجه الكبير
تحيط به إحاطة الهالة بالقمر
وفى مراهقتى فقدت ملامح وجهه
كان- يبدو-لى ممشوقاً مفتول العضل
لكنه ، بلا وجه
كم حلمت ان أصارعه فى حانة
يؤمّها رعاة بقر فقراء
وفى صحوى.كم وجّهت له الشتائم
وحين أثمل ، أخرج له لسانى
أتحداه
.أن يوقفَ دبيب الخمر فى عروقى

الآن
أرفعُ رأسى ، أجمّعُ مشاعر المحبة فى عينىّ
:أقول له
أعرف أن وجهك امتلأ بتجاعيد الكائنات
التى أدمنت الوحدة
إنك تتبدّد حين تطلعُ الشمس
تظلّ تذوب
وتتقاطر
وتهطل
ثم تعود فى الليل ، فى الهزيع الأخير
تشرب كأساً ، وتغنّى



أيها السيد
كلانا وحيد
ومن الافضل لكلينا ان تهبط
اهبط مرة فقط
.واصفق كأسك فى كأسى



محمد بدوى
الشمعة من طرفيها

No comments: