أوٌل الرٌبيع
أورقت شجرة التوت في الحديقة
وارتفعت عاليا إلي الشرفة
حملته الخضرة الدانية علي الذكري
كان ضحي
كان الربيع في أوٌله
عندما حملها بين يديه
وزرعها هناك
مرٌ وقت طويل إذن
يمكنه بعد أسابيع
أن يمدٌ يده إليها ويأكل
النٌساء
كنٌ يأتين في الضحي
بصحبة أطفالهن المعلولين
يعبرن القنطرة الخشبية
ويمشين بخطي متوسلة
إلي الِبركة في مواجهة الضريح
وعندما يؤذٌن لصلاة الجماعة
كن يلقين بالأطفال في الماء
ثم يخلعن عنهم الملابس الصغيرة الملونة
ويتركنها علي الشاطيء هناك
قبل أن يضعن النذور
ويتبرٌكن بالمقام
وكان يتعيٌن عليهن
أن يفعلن الشيء نفسه لأسابيع
وكنا نذهب إلي هناك لمشاهدة النساء
ونري الأطفال يتعافون
أسبوعا بعد أسبوع
لا شيء يدّل
لا شيء يدلٌ عليها الآن
ربما كانت هنا
ربما كنا نصعد إليها
علي درجي خشبيٌ
ينتهي بشرفة مكشوفة
تبدأ من عندها الحقول
وتمتدٌ إلي آخر ما نري
هل تعلٌمت شيئا
في مدرستي الأولي
ومتي تركتها لأتعلٌم
تحت سماوات من رصاص؟
لا أذكر
أذكر للآن المدي الأخضر
لا شيء يدّلٌ الآن
سرعان ما يأتي الصيف
تأتي الكرٌاكات
وتطهٌر مجري النهر
يبدو وقد حجفٌ شاطئاه
أعمق مما نظنٌ
ونحن نسبح علي مائه
لكنٌنا سرعان ما ننسي في الصيف
تأتي البلابل
وتبني بيوتا في طين الشطٌ
تضع بيضها في الداخل
وتملأ الفضاء بالشٌدو
بلابل خضراء في متناول اليد
لكنها سرعان ما تطير في الصيف
ترفع الفتاتان أذيال ثيابهما
وتخوضان في الماء
تضيء بشرتاهما تحت الشمس
وينعكس ماء القرار
رائقا مثل بلٌلور
لكنه سرعان ما يعتكر في الصيف
الفردوْس
يزرع الرجل قطعة أرض
علي الشاطيء الآخر
يزرع ما لانزرع هنا
يزرع الرجل فاكهة
وقصب سكر
ويعيش وحده في كوخ هناك
يشعل نارا من حطب أشجاره
ويضع إبريقه علي طرفها
حجّر وقشٌ
قشٌ ذهبيٌ
درج من حجري أبيض
ينحدر إلي الماء
الصفصاف يميل علي الماء
يتوضٌأ في الماء الجاري
الصبية يلهون علي الجسر
والفتيات يملن علي الماء
حياة أخري
لو حدث هكذا
يكون شيئا حسنا
تفتح الباب وتجدني
باب الشٌرفة مفتوح
الشمس في منتصف الصالة
وأنا مستلقي هناك
وساقاي بطولهما علي الطاولة
الكتاب في حجري
وإلي جواري سجائري
محمد صالح
لاشىء يدّل
أورقت شجرة التوت في الحديقة
وارتفعت عاليا إلي الشرفة
حملته الخضرة الدانية علي الذكري
كان ضحي
كان الربيع في أوٌله
عندما حملها بين يديه
وزرعها هناك
مرٌ وقت طويل إذن
يمكنه بعد أسابيع
أن يمدٌ يده إليها ويأكل
النٌساء
كنٌ يأتين في الضحي
بصحبة أطفالهن المعلولين
يعبرن القنطرة الخشبية
ويمشين بخطي متوسلة
إلي الِبركة في مواجهة الضريح
وعندما يؤذٌن لصلاة الجماعة
كن يلقين بالأطفال في الماء
ثم يخلعن عنهم الملابس الصغيرة الملونة
ويتركنها علي الشاطيء هناك
قبل أن يضعن النذور
ويتبرٌكن بالمقام
وكان يتعيٌن عليهن
أن يفعلن الشيء نفسه لأسابيع
وكنا نذهب إلي هناك لمشاهدة النساء
ونري الأطفال يتعافون
أسبوعا بعد أسبوع
لا شيء يدّل
لا شيء يدلٌ عليها الآن
ربما كانت هنا
ربما كنا نصعد إليها
علي درجي خشبيٌ
ينتهي بشرفة مكشوفة
تبدأ من عندها الحقول
وتمتدٌ إلي آخر ما نري
هل تعلٌمت شيئا
في مدرستي الأولي
ومتي تركتها لأتعلٌم
تحت سماوات من رصاص؟
لا أذكر
أذكر للآن المدي الأخضر
لا شيء يدّلٌ الآن
سرعان ما يأتي الصيف
تأتي الكرٌاكات
وتطهٌر مجري النهر
يبدو وقد حجفٌ شاطئاه
أعمق مما نظنٌ
ونحن نسبح علي مائه
لكنٌنا سرعان ما ننسي في الصيف
تأتي البلابل
وتبني بيوتا في طين الشطٌ
تضع بيضها في الداخل
وتملأ الفضاء بالشٌدو
بلابل خضراء في متناول اليد
لكنها سرعان ما تطير في الصيف
ترفع الفتاتان أذيال ثيابهما
وتخوضان في الماء
تضيء بشرتاهما تحت الشمس
وينعكس ماء القرار
رائقا مثل بلٌلور
لكنه سرعان ما يعتكر في الصيف
الفردوْس
يزرع الرجل قطعة أرض
علي الشاطيء الآخر
يزرع ما لانزرع هنا
يزرع الرجل فاكهة
وقصب سكر
ويعيش وحده في كوخ هناك
يشعل نارا من حطب أشجاره
ويضع إبريقه علي طرفها
حجّر وقشٌ
قشٌ ذهبيٌ
درج من حجري أبيض
ينحدر إلي الماء
الصفصاف يميل علي الماء
يتوضٌأ في الماء الجاري
الصبية يلهون علي الجسر
والفتيات يملن علي الماء
حياة أخري
لو حدث هكذا
يكون شيئا حسنا
تفتح الباب وتجدني
باب الشٌرفة مفتوح
الشمس في منتصف الصالة
وأنا مستلقي هناك
وساقاي بطولهما علي الطاولة
الكتاب في حجري
وإلي جواري سجائري
محمد صالح
لاشىء يدّل
No comments:
Post a Comment