Sunday, April 5

مسكٌ كثير

،الساعةُ،فى اللوحة الزيتية،سابعة وربع
.منذ عام
والتفاحتان حمراوان
والصحن مستديرٌ،غامقٌ
وخلف الطاولةِ الستارةُ
بعد المقعدين
هادئة وزرقاء
تفتّت مسكٌ كثيرٌ طيلة عام
وزنبقاتٍ كثيرة نسيت أوراقها
على الأريكة
تحت اللوحة الزيتِ
حيث الساعة،دائماً،سابعة وربعٌ
والستارة هائمةٌ
.وزرقاء

وليد خازندار

غرف طائشة

Wednesday, March 11

الموتى نيام

كانوا عراةً

ولهم أولادٌ

يدغدغونَ شَعرَهُم في المساء

وينامون

كانوا عراةً و بسطاءَ

يعرَقونَ طوالَ النهارِ مُبْتَسِمينَ

وفي عودتهم يقفون أمام الواجهات

يقيسونَ بأنظارهم ثيابًا لأولادهم

.ويمشون



كانوا يتقدَّمون خطوتيْنِ ويلمِسونَ

قبلَ نسمةِ الفجرِ جذوعَ الشجر

وتحتَ نظراتهم تُثْمِرُ غصونٌ

في ثلجِ كانونَ الثاني

وكانت مناجلُهم تحنُّ إلى الحقول

والهواءُ بينَ القُرى مُتأهِّبًا دائمًا لندائهم

حينَ فجاةً تحوَّلَ قمحُهُم إلى ضلوعٍ

.وصارَ النسيمُ عُشبًا ينمو على أجسادهم



كانوا عراةً

وكانتِ الشمسُ كُلَّ مساء

ترُدُّ غِطاءَها الحريريَّ الخفيف

.على أرواحهم




وديع سعادة
بسبب غيمة على الأرجح

Tuesday, February 24

رجل وامرأة
اقتعدا زاويتين فى حانة المحطة
خلع كلٌ منهما معطفه المبلل بالإنتظار
احتسيا قليلاً من المخاوف
وتلصّصا منفردين على عُرى الوقت،على الحائط
كذلك تبادلا ابتسامة المساء
ونظرات قصيرة أثناء قراءة صحيفة اليوم


امراة ورجل
كيف يتسّع لهما الكلام
حين يطلق القطار صيحته؟

عبدالله حبيب

Monday, February 16

ذهابٌ أبيض

الياسمينة الأخيرة فى شجيرة الياسمين
تكاد
من صباحات كثيرة
.تسقط
هى فى إنتظار رعشتها
فى إحتمال إكتمالها
.فى ذهابها الأبيض
لو أنها توشك
فى لحظة،فراشة
لو انها تطير
العوسجُ حابس انفاسه فى الحديقة
وثمة صنجٌ يدقُ
.عالياً


وليد خازندار
غرف طائشة

Tuesday, January 27

أمسكي بيدي الأمينتين

1

أمسكي بيدي الأمينتين، تسلقي السلم
الأسود، يا متفانية؛ نشوة الحبوب
تدخن، المدن حديد ودردشة
بعيدة.

2

رغبتنا سحبت من البحر ثوبه الدافئ
قبل أن تسبح على قلبه

3

في برسيم صوتك حومة عصافير تطرد
هم الجفاف

4

أيها الجمال، امضِ إلى لقائك في وحدة الصقيع
مصباحك وردي، الريح تلمع. عتبة المساء
تتجوف.


رينيه شار ترجمة : بول شاؤول

Wednesday, January 14

في مرمي النيران



إمرأة تنشر وجع قلبها
علي موال يمتد بين شجرتين‮!‬

تلميذ علي ضوء شمعة
يتمم واجبه المدرسي
ويحلم بجرو صغير
يتبعه إلي المدرسة‮!‬

فتاة صغيرة
تقف علي رؤوس اصابعها
لتبلغ‮ ‬النافذة
وتلوح لسرب حمام‮!‬

رضيع يداعب بفمه
سبابة أمه
ولا يريد أن ينام‮!‬

شاب صغير
يتأني في مشيته
يحمل باقة ورد

ويمضي صوب المقبرة‮!‬
قمر يطل حزينا

علي ماتبقي من شجرة البرتقال‮!‬
تردد الآذان
قبل شروق الشمس بقليل
جرس الكنيسة‮!‬

غزة
وطن كامل
في مرمي النيران‮!‬


ماجد أبوغوش
نشرت في جريدة أخبار الأدب يوم11 يناير 2009

اللوحة للفنان الفلسطينى سليمان منصور

Sunday, January 11

غزة

هاوطّي صوت التليفزيون
..إحترامًا للجثث

وهالاقي طريقة
أقنع بيها نفسي
إن اللي ع الشاشة
مجرد فيلم
..دخل بالغلط في نشرة الأخبار

بعد ما ينتهي التصوير
الأمهات
هيمسحوا دموعهم
وهيصحّوا العيال عشان معاد الرضعة
وهما بيفكّوا الكفن عنهم
..بشويش

الشباب المرميين ع الأرض
( قال يعني مقتولين )
..هيقوموا وهما بيضحكوا
وهيشتموا المخرج في سرّهم
لإنه بهدل هدومهم ميكروكروم
وبويا حمرا
..أكتر من اللازم

عربية الإسعاف
هتطلع مجرد ديكور
مافيهاش موتور أصلاً
..العمال اللي ف الاستديو
-هينتظروا - بنفاد صبر
..خروج الجميع

وف ظرف 5 دقايق
هيفضّوا المكان
عشان تصوير المشهد الجديد
اللي مش محتاج
غير مؤلف واقعي



محمد خير


نشرت في جريدة الدستور يوم 5 مارس 2008