سيملأُ الجرائدَ بالأهازيج
والمُعلّقات
سيكتبُ عنْ سماحة الرّبِ
وبساتينه
ويكتبُ عن الحروب التي خاضها الجنودُ الوطنيونَ
والخليفةُ
ضد المذنبينَ والزنادقة
ويكتبُ عن نهديّ صديقته
العارمين
اللذين يُشبهان غرفتين منَ السُكَّر
وعن عجيزتها التي تشبه قريةً منَ النعناع
ويكتبُ عنْ وصفةٍ شعبيةٍ جديدةٍ
لقتل الزواحفَ التي تهاجمُ المحاصيلَ
وخطةٍ دينيةٍ مؤكـَّدةٍ
للرجوعِ إلى غرناطةَ منْ أقصر الطُرقِ
سيكتبُ عن مدنٍ البرتقال الزرقاء
وعن حقول المشمش وجبالِ الشمس
وعن وظائفِ الملائكة
سيكتبُ عن الفروقِ التقليديةِ بين الميثولوجيا
والروايةِ الحديثـةِ
بينَ التراجع التكتيكيِّ
والفتوحات
لكنّه سيموتُ منَ الحزن
لأنهُ لا يستطيعُ
مهما أوتيَ منَ الديانات
والبلاغة
كتابةَ قصيدةٍ واحدةٍ
عنْ طفلٍ يلوّحُ للبحر من بعيد
أو طفلةٍ تراقبُ قمراً عائداً آخرَ الليلِ
إلى قبيلته
أو ستارةٍ مُعذَّبةٍ بينَ حبِّها للعواصف الوسيمةِ
وولائها للعائلة
لا يستطيعُ
مهما أوتيَ منَ الاستعارات
والبلاغةِ
كتابةَ قصيدةٍ واحدةٍ
في وصفِ حذاءِ امرأةٍ مُتْعَبة.
حمدي الجابري
حذاءُ امرأةٍ متعبة
No comments:
Post a Comment