كما يحدث في كل البلاد وكل الحجرات.. أفتح الشباك
تستقبل عيناي مشهد الصباح من الذاكرة قبل أن يغمر الضوء الغرفة
أشرب القهوة ثم أعود للنوم
أنهض لآكل شيئا
أفكر قليلا.. أشرد.. في لا شئ
أعود لأنام مرة أخرى
أنام كثيرا
وأنا نائمة تكون لدى رغبة قوية في النوم
الاستغراق فيه لدرجة عدم الاستيقاظ مرة أخرى.
ظلام دامس تعتاده عيناي.
تخترق رأسي نقطة ضوء تنبعث من ثقب صغير
أتذكر أن هناك ورقة أعلى السرير لا أدرى لماذا أتذكرها الآن في الوقت الذي أفكر في نقطة الضوء.
أتحسس الحائط حتى ألمس ذيلها.. أنتزع جزءً أضعه على لساني ثم أفركه بين السبابة والإبهام...وأسد الثقب
هذا هو الظلام الحقيقي .. الظلام المريح..
شئ ما يجعلني أضغط مفتاح النور.. ربما طعم الورقة على لساني.
أنظر إلى الصورة المعلقة فوق سريري،
يدان تتلامسان في لحظة الخلق مذيلة بأسماء شهور العام.
خمسة عشر عاماً وأنتِ هنا.. فوق سريري
علامة على تاريخ، بالتأكيد أنا التي وضعتها،
ربما كان موعدا أو يوم ميلاد صديق.
أردد التاريخ بصوت مرتفع لكنني لا أتذكر شيئا
عن العلامة أو الصورة التي أصبحت جزءا من الحائط.
يجب أن أنزعها عندما أستيقظ
أُطفئ النور وأعود للنوم.
أفتح عيني مع صوت احتكاك الجريدة والبائع يلقيها أسفل عتبة الباب
منذ أسبوع والجرائد تتكوم خلفه
أفكر في عدد الأخبار والجرائم والجثث،
ليلا سألصق ورقة على الباب: لا أحد هنا.
أحلم أنني في صندوق خشبي ملقى في بحر مع صحن فاكهة،
كلما أقضم واحدة تتحول إلى
قطعة مطاط ملتهبة
أشعر أنى جائعة
أنظر إلى الصورة أعلى السرير قائلة:
ما أسوأ رائحة المطاط المحترق.
حمام دافئ ربما يجعلني أنام نوماً هادئاً
بالأمس حلمت أن وجهي أصبح عجينة متخمرة
صرخت.. مددت يدي.
سمعت صرختي..
وشعرت بيدي وهى ترتفع بتثاقل شديد لتدفع شيئا
لكنني في الحقيقة كنت كمن يشاهد أحدا آخر.
ألف خصلات شعري المتساقط حول أصبعي وألقيه في الحوض
أنظر إلى وجهي على سطح المرآة الضبابي: هزيلة وباهتة كصبي
لست امرأة.. ولست فتاه.. شعرت أنها توافقني، اليوم أشياء كثيرة تشاركني الرأي.
بل وتبعث إلي برسائل ينبغي أن أصدقها
غدا سأرد عليها: الورقة أعلى السرير وبائع الجرائد وحلم المطاط والمرآة
خف الضباب قليلا.. أرسم خطوطا مستقيمة ودائرة كبيرة ثم خطين مائلين أعلى الرأس
زهرة يسري
نصف وعي
No comments:
Post a Comment