Wednesday, August 18

زادُ الوحيد


لا تلتفت يمينك ،
 حتى وإن ظننت أن الأمر سيبدو عفويا .
 البنت التي جلست ـ في رقة ـ
 إلى جوارك ،
 وجهها جميل ، بالطبع
 وربما عيناها خضراوان ، وفمها صغير لم يمس .
 فقط ..
 يمكنك أن تنظر إلى أصابعها ، وترى
 كم هي رشيقة ، وبيضاء .
 وكم هي الأظافر ـ في ثقة ـ محدبة الحواف ،
 وخالية من أي أثر لطلاء .

  بالتالي ..
 يمكنك أن تتخيل وقع خطوها
 أو نبرة صوتها
 أو ربما يصدق حدسك ويكون اسمها (سارة)!!
 لكن ..
 لا تسرف أكثر من ذلك
 فتفكر :
 ستهبط في ذات المحطة ،
 وتسير في ذات الشارع ،
 كي تدخل ـ قبلك ـ
 مكتب الخطوط الجوية السورية !!


 وبعد يومين
 ستجلس ثانية إلى جوارك
 متجهة ـ مثلك ـ إلى دمشق !!
 عندئذ ..
 يمكنك أن تتعرف عليها ،
 وتفرح ،
 حتى لو لم يكن اسمها (سارة)
 فقط انتبه ..
  
كان عليك أن تهبط المحطة التي مضت

علي منصور
عصافيرُ خضراء قربَ بحيرةٍ صَافية

No comments: