Saturday, October 9

سنتمنتالية


كنتِ ستموتين بين ذراعيّ
أليس هذا ما اتفقنا عليه؟
ماذا أصنع إذن بأقراص الفاليوم
التي اشتريت لكِ منها علبة كاملة؟
هل أبلعها أنا!
لقد تبدلتِ سريعاً
أصبحتِ فجأة تتشبثين بالحياة
يا للعجب
..الحياة!!
أليست هي النفق المعتم الكئيب
ورحلة العذاب المتخبطة التي لا تنتهي؟!
ثم ماذا سأصنع الآن
بالقصيدة التي أعددتها لرثائِك؟
هل تسخرين مني؟
لن أغفر لك ذلك أبداً
....
لكن الآن
ما العمل؟
بعد أن رتّبت حياتي المقبلة بالفعل؟
حياتي!!
.. لقد أطحتِ بها بضربة واحدة خرقاء
كنت أوشكت على توطيد علاقتي بمحل الزهور
من أجل أن يخصّني بأجملها وبسعر مناسب
حتى يتسنى لي الرحيل إلى قبركِ كل أسبوع
وفي يدي هدية جميلة
إن قلبي منذ الآن يدق بعنف
كلما مررت بشارع " صلاح سالم"
وحنين جارف يقودني دوماً إلى "البساتين"
حيث مقبرة العائلة
والبارات:
أجل..
عثرت أخيراً على واحد هادئ وقديم
نوافذه عالية وحوائطه الخشبية صفراء
لأذهب إليه كل ليلة
وقد حددت المنضدة المنزوية التي سأقضي عليها بقية أيامي
أشرب.. وأدخن.. وأبكي
وسيغدو بإمكان الشعراء الشبان
أن يشيروا إليَّ دائماً:
"إنه السنتمنتالي المتوحد الحزين"


أيتها الجبانة

لقد أفسدتِ كل شيء.

أسامة الدناصوري
عين سارحة وعين مندهشة

No comments: