Monday, October 4

أغنية الحنان


أطاحت الخمرة بعشرة رؤوس
في المقابل
لم نخسر أرواحنا
دخلنا بيوتنا كغرباء
سهونا
حتى صارت لنا لحي طويلة
وحين توسط القمر
وأصلح المغني أوتاره
سطونا على غسيل الجيران
آهاتنا العالية
أمّنت ظهورنا في العودة
دفعنا أبواباً، موائد، وكراسيّ بالأقدام
أعماقنا حجارة خفيفة ومشطوفة نقذفها باتجاه البحر
فتقفز على سطوح الأمواج ملسوعة وضاحكة
نحن دببة الشعر الكسالى
نجلس على مؤخراتنا ونتطوّح
نتفلّى
حتى تدمى الأصابع
ويلكز بعضنا الآخر منادياً بالأسماء كي لا ننسى
نروح إلى العالم بجفون ثقيلة وأحذية قذرة
- أين مصروفنا؟
....
يا حنان
آتنا بكتف المحب، وعكوته
آتنا بالمخاصي يا حنان
آتنا برأسه في مرقة
من عينيه تسقط حبَّات البازلاء
وعلى لسانه يختلط الحب بالجزر
يا حنان
آتنا بحبيبته لنضاجعها على السفود
واحداً واحداً نسقط في النار
ملامحنا ترق وتصفو
يا حنان.. لا تنس أيضاً
نحن أبناء عائلات
نحن أبناء شياطين وقتلة يا حنان
كانوا يمرون من هنا
كان في استطاعة أحدهم
أن يشعل لنا سجائر
ويتبادل معنا كلمات
الكلمات
الكلمات
كم هي معجزة
نتكلم، وليست لنا كلمات
نتكلم وبحة أفكارنا كسكين صدئة
كسحابة من الندم محروسة بمزاليج وأقفال تجلجل
نتكلم وليست لنا مصابيح يا حنان
كان باستطاعة أحدهم أن يعتذر في عجلة
- هه.. إن له اهتمامات
في صحتك يا مانولي
عشرة جنيهات تحترق في ثمالة الكأس
عشرة أخرى من أجل صليبك
دسسنا أيادينا في معاطف الصوف
وحملناه على الشاحنة
نهبط المدن عند الفجر بأنوف ترشح
تلحس أقفاءنا أحلام باردة
ونطيل الوقوف في المراحيض العامة
لا أحد يفهمنا
من أجلنا جرى الدم أسود
وفي اجتماع الظهيرة حل الحزب نفسه
القاتل كان منا
طوح بزجاجة، وبكى
عالم رياضيات، وعاشق فاشل
وعلماء رياضيات قادمون من غرف ضيقة
من القرن التاسع عشر
من الحوائط مقشورة الطلاء
المسجل عليها حسابات القيامة ودوائر الجحيم
ودائماً بالابتسامة الملتوية
لفم يعجز عن اكتناه المسرات
يحلمون بسجون ذات أسوار عالية
وأخرى مفتوحة على الصهد
يحلمون بكرات الحديد تجر ظلالهم المسلسلة
بانصعاق الروح
أمام الحجارة البيضاء الرائعة
بطرقات معول كونيّ لا يتوقف
بشهقة الإلحاد
في عمل يائس لا ينتهي
عمل لا جدوى منه
وداعاً يا مانولي
شيء واحد معنا؛ أفكارنا
لا.. ليست لنا أفكار
وداعاً يا مانولي
سنتزوج حتى تكون لنا أفكار
وبعدها أيضاً
سنحمل أخف الحقائب، وبلا حقائب
من يدري
كانسياب شلال
كهباء يرى مرة واحدة
كصفارة باخرة تميل عن الرصيف
كلفتة توديع من القرن
كشعر للفتنة
كنشيد

مهاب نصر

No comments: