رأيتها على الرصيف، قبل أن يحملوها مباشرة
فى ذلك الصباح الذي طلع علىّ فى الشارع.
كانت امرأة،
يثبت ذلك استدارة الساقين المكشوفتين
والردفان العريضان.
وسط المارة المتحلّقين حولها
وسط صيحات رجال الإسعاف وأمناء الشرطة،
استطعت تمييز رسغيها،
ملامحها غابت عني، إذ كان وجهها باتجاه سور المبنى
على الرصيف، فلم أر ملامحها.
اعتادت أن تنام فى هذا المكان،
واعتاد الكناسون إيقاظها فتمضى مسرعة،
كمن اقترب موعد سفره
لكنها لم تستيقظ اليوم،
رغم كل محاولات الكناسين،
فغطوها بجريدتين جديدتين، وتعمدوا إخفاء وجهها
حتى لا تتعكّر الحياة الجميلة.
ثم جاءت عربة الإسعاف
وجاءت المشرحة
وجاء الحارس على مقابر الصدقة يفرك كفيه باسما
وجاء طلاب الطب بمباضعهم المسنونة
وأنا،
رأيتها قبل أن يحملوها مباشرة.
كريم عبد السلام
مريم المرحة
2 comments:
الشاعر ده ابن 60 في 70
!!!
الشاعر ده منصوراوي على فكرة
:)
Post a Comment